استسلام الحوثيين بوساطة عمانية: نهاية حتمية لحماقة أدخلت اليمن في نفق الدمار

بقلم: احمد السريحي
في تطور مفاجئ ومثير، أعلنت مصادر دبلوماسية رفيعة عن استسلام جماعة الحوثي عبر وساطة عمانية، وذلك بعد أسابيع من القصف الجوي المكثف الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل على مواقع استراتيجية تابعة للجماعة في اليمن. الاستسلام، الذي أكده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريح صادم، جاء بعد أن وصلت الجماعة إلى طريق مسدود، سياسياً وعسكرياً، وسط تصاعد الغضب الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
دمار واسع… والمواطن هو الضحية
القصف المكثف خلف دماراً واسعاً طال بنى تحتية حيوية في اليمن، أبرزها مطار صنعاء الدولي، الذي تحول إلى ركام، وميناء الحديدة، الشريان الأساسي لواردات الغذاء والدواء، فضلاً عن استهداف مصنع إسمنت عمران وباجل، ما وجه ضربة قاتلة للصناعة المحلية. كما طال القصف منشآت الكهرباء والمياه والاتصالات، مما زاد من معاناة المواطنين الذين وجدوا أنفسهم بلا خدمات أساسية في ظل ظروف معيشية صعبة.
من يدفع ثمن الحماقة؟
استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية لا يمكن فصله عن السياسات التصعيدية غير المدروسة التي انتهجتها جماعة الحوثي، والتي فضّلت خوض المواجهة مع القوى الدولية على حساب حياة اليمنيين ولقمة عيشهم. الجماعة، التي استمرأت الحكم بالقوة، جرّت البلاد إلى أتون الفقر والدمار، غير مكترثة لحال الشعب الذي بات يئن تحت وطأة الجوع والبطالة وانهيار الخدمات.
غياب الشرعية وصمت مريب
في الوقت الذي كان يجب أن يكون هناك موقف واضح وصارم من الحكومة الشرعية اليمنية، ساد صمت رسمي يثير التساؤلات. غابت الشرعية عن المشهد، وكأنّ الأمر لا يعنيها، ما عمّق شعور اليمنيين بالخذلان واللاجدوى من مؤسسات يفترض أن تمثلهم وتدافع عنهم.
وساطة عمانية… ونهاية مرحلة
الوساطة العمانية جاءت بعد ضغوط دولية هائلة، ومحاولات حثيثة لاحتواء التصعيد، حيث وافق الحوثيون على الاستسلام بعد إدراكهم أنهم أصبحوا معزولين ومكشوفين عسكرياً. ومع هذا الاستسلام، تبدأ اليمن مرحلة جديدة من الترقب، وسط آمال بأن تشكل نهاية لحكم الميليشيا وبداية لمسار وطني يوقف النزيف.
اليمنيون بين أنقاض الأمل
ومع انقشاع دخان المعارك، يبقى السؤال الأهم: من يعيد إعمار ما تهدم؟ ومن يعيد لليمن وجهه الجميل الذي شوهته الحروب؟ يبقى الأمل في وعي شعبي يرفض الميليشيات ويحاسب المتخاذلين، ويدفع نحو بناء دولة مدنية حقيقية تستحقها اليمن، بعيداً عن أوهام السيطرة والدم