عبد الناصر المسمري: رحلة نجاح من قرية يمنية إلى شرطة نيويورك

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية –
عبد الناصر محمد حسين المسمري، الضابط اليمني الأمريكي، هو نموذج يُحتذى به للمثابرة والنشاط في بلاد المهجر.
وُلد عبد الناصر في قرية الهجر، ناحية صباح، مديرية رداع، لواء البيضاء، اليمن.
هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1973، حيث أكمل جميع مراحل دراسته، حتى حصل على درجة البكالوريوس في التجارة والمحاسبة.
عبد الناصر المسمري لم يتوقف عند حدود دراسته الجامعية، بل واصل العمل في عدة مجالات متنوعة، منها العمل في عدد من البنوك الأمريكية ومكاتب المحاماة، إضافة إلى قطاع التأمين الصحي.
وفي هذا القطاع، لعب دوراً مهماً في تسهيل حصول العرب واليمنيين على تأمين صحي مناسب في ولاية نيويورك.
يُعد الضابط عبد الناصر من أوائل اليمنيين الأمريكيين الذين انضموا إلى شرطة نيويورك (NYPD)، حيث خدم في جهاز الشرطة لمدة 18 سنة. خلال هذه الفترة، كان له دور بارز في مساعدة العرب والمسلمين، خاصة خلال الفترة الحرجة التي أعقبت أحداث سبتمبر الأليمة.
وتجاوز عبد الناصر كل الصعاب والظروف الأمنية الصعبة، وكان له بصمة واضحة في تشجيع الشباب المسلم على الالتحاق بجهاز الشرطة.
تميز الضابط عبد الناصر بالالتزام والبسالة في تأدية واجبه، رغم الظروف والمواقف الصعبة التي واجهها خلال خدمته، سواء في أقسام الشرطة أو المحاكم.
قدم خدماته لأبناء المجتمع اليمني الأمريكي بصدق وجدية في مجالات مختلفة، منها الترجمة وحضور المحاكم مع أبناء الجالية لحل قضاياهم بشكل تطوعي وبدون أي مقابل مادي.
كان يعتبر ذلك واجباً عليه تجاه أبناء جلدته في بلاد المهجر، وكان يهدف من خلاله إلى ترك بصمة إيجابية تُخلد في الذاكرة.
تعرض عبد الناصر لمضايقات عنصرية خلال الأحداث والمشاكل التي شهدتها الولايات المتحدة، كونه من الضباط القلائل من أصول عربية إسلامية.
لكنه تغلب على تلك المضايقات بقوة إرادته ونيته الصادقة وإخلاصه لعمله، مما جعله نموذجاً يُحتذى به في مجتمع الشرطة وفي المجتمع اليمني الأمريكي.
إن قصة عبد الناصر محمد حسين المسمري هي دليل على أن الإصرار والمثابرة يمكن أن يحققان النجاح، حتى في أصعب الظروف، ويُبرز أهمية العمل الجاد والإخلاص في تحقيق الأهداف وخدمة المجتمع.