كتابات

اليمن على خطى سوريا؟ صراع بالوكالة وتصعيد دولي يهددان مستقبل البلاد

 

✍🏻بقلم الصحفي: [احمد السريحي]

تتزايد التحذيرات من تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، في مشهد يُذكّر بتجربة سوريا المأساوية بين 2011 و2024. فكل المؤشرات على الأرض من الغارات الدولية إلى الاستقطاب الإقليمي الحاد
وتؤكد أن البلاد تقترب من سيناريو حرب طويلة الأمد
تُدار فيها المعارك بالوكالة ويدفع الشعب وحده الثمن.

الحوثيون، الذين يشكّلون الذراع الإيرانية في شبه الجزيرة العربية، صعّدوا من هجماتهم ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حجة نصرة لاهل غزة بفلسطين واستهدفوا مواقع إسرائيلية ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا، ولاحقاً إسرائيل وذلك ادي إلى تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة على اليمن بدءاً من عام 2024، في إطار ما بات يُعرف بعملية قراصنة البحر الأحمر

لكن التطور اللافت كان في تصويت مجلس الأمن الدولي اليوم الذي أدان بشدة هجمات الحوثيين وطالب بوقفها الفوري
مع تشديد على ضرورة منع تدفق الأسلحة إليهم القرار الذي أُقِرّ بعد جلسة مطولة لقي دعم الغرب
وبينما تحفظت عليه دول مثل روسيا والصين، والتي حذرت من أن الضربات قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع بشكل أوسع بدلًا من تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر

الرسالة من القرار كانت واضحة المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع الحوثيين كخطر عابر للحدود وليس مجرد جماعة متمردة محلية
غير أن هذا النهج يثير قلق المراقبين الذين يرون أن استسهال الضربات دون مسار سياسي موازي قد يُدخل اليمن في دوامة دمار شبيهة بما عاشته سوريا

اذ ان المشروع الحوثي.. وهو الذراع الإيرانية في اليمن

وفق مراقبين لم يعد مجرّد فصيل داخلي بل أصبح أداة رئيسية في المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة
على غرار ما مثّله “حزب الله” في لبنان وسوريا. مسؤوليته عن دمار اليمن لم تعد محل شك:
• انقلاب على الدولة ومؤسساتها
• نهب واسع للاقتصاد والموارد
• قصف مدنيين ومنشآت حيوية
• استخدام الجوع والحصار كسلاح
• عسكرة الموانئ والسواحل
• جر البلاد إلى مواجهات إقليمية خطيرة

إيران من جهتها تستثمر في الفوضى، وتوظّف الحوثيين كورقة ضغط في صراعها المفتوح مع الغرب ودول الخليج
ولكن على عكس سوريا لا توجد قوات إيرانية مباشرة على الأرض اليمنية
ما قد يحد من قدرة طهران على فرض معادلاتها بشكل شامل.

توازنات جديدة وفراغات خطيرة

في المقابل يُسجل تراجع في فاعلية التحالف العربي وضعف في الدعم الدولي للحكومة اليمنية الشرعية وما يترك فراغاً مرشحاً لأن تملأه قوى أجنبية سواء بشكل مباشر أو عبر واجهات محلية

وتحذّر تقارير أممية من أن استمرار الضربات – دون حل سياسي حقيقي – يهدد بكارثة إنسانية، في بلد يعيش فيه أكثر من 18 مليون يمني على المساعدات، ويُعدّ من أفقر دول العالم

لن تصبح اليمن سوريا كما كانت .. لكنها قد تصبح كذلك
اذ إن للتضاريس الجغرافية قد تختلف وأن اليمن بحكم المناطق الجبلية وبنيته القبلية يُصعب السيطرة عليه عسكرياً
ولكن النتائج قد تتشابه حرب لا تنتهي تدخلات بلا أفق وشعب يُستنزف حتى الرمق الأخير

ولكن المطلوب ليس مزيداً من الصواريخ، بل إرادة سياسية إقليمية ودولية لتفكيك مشروع الحوثي، ووقف الدعم الإيراني، ودعم مسار شامل يعيد لليمنيين دولتهم وكرامتهم

هل يتدارك العالم الأمر قبل فوات الأوان؟ أم أن اليمن سيكتب فصلاً جديداً في كتاب الحروب المنسية؟ على كوكب الارض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى