محلية

شادية الحبيشي: قيادية يمنية تُحدث فرقًا في حياة اللاجئين بإثيوبيا

قدمت شكرها الكبير لاديب المنصوري على اهتمامه باللاجئين

يمن واحد – خاص -:

منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2019، وجدت شادية عبدالجبار الحبيشي نفسها في إثيوبيا كلاجئة، حاملة معها أملًا كبيرًا في تحسين ظروف اللاجئين اليمنيين في المهجر. بشهادة ماجستير في دراسة المرأة والسكان، وخبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في العمل الإنساني، برزت الحبيشي كأحد أبرز الشخصيات التي تسعى لخدمة الجالية اليمنية في إثيوبيا.

ريادة في دعم اللاجئين أسست الحبيشي مؤسسة “إثيو يمن للاجئين والعائدين”، التي تعد أول منظمة محلية مسجلة باسم اللاجئين وتديرها قيادة من اللاجئين أنفسهم.

من خلال هذه المنظمة، عملت الحبيشي على تقديم الدعم والمساعدة لآلاف اللاجئين اليمنيين الذين يعانون من تحديات معقدة نتيجة لظروف الحرب.

إضافةً إلى ذلك، شغلت الحبيشي منصب مندوبة اللاجئين اليمنيين في إثيوبيا منذ عام 2019 حتى سبتمبر 2024، حيث كانت تمثل اللاجئين وتتابع شؤونهم. هذا الدور جعلها صوتًا مؤثرًا في رفع معاناة اللاجئين إلى الهيئات المعنية، ومنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

التحديات التي تواجه اللاجئين اليمنيين تحدثت الحبيشي عن الأسباب التي تعيق فرص اللجوء لليمنيين عبر المفوضية السامية، مشيرة إلى أن قلة الوعي حول خدمات المفوضية وآليات الوصول إليها تلعب دورًا رئيسيًا.

كما أوضحت أن الصراعات السياسية بين الدول أضافت قيودًا على دخول اليمنيين إلى بعض الدول، مما زاد من تعقيد الوضع.

على الرغم من ذلك، أشادت الحبيشي بدور الحكومة الإثيوبية في استقبال اللاجئين اليمنيين وقبول معظم ملفاتهم، معبرة عن امتنانها للشعب الإثيوبي.

وذكرت أن عدد اللاجئين اليمنيين المسجلين لدى المفوضية يبلغ 2500 لاجئ، بينما يوجد 300 طالب لجوء لم يتم تسجيلهم بعد.

التواصل والتوعية عبر المجلس الدنماركي للاجئين حاليًا، تعمل شادية الحبيشي كمسؤولة التواصل والتوعية لدى المجلس الدنماركي للاجئين. في هذا الدور، تساهم في تحسين الوعي بين اللاجئين حول حقوقهم وإجراءات اللجوء

. كما تواصل الحبيشي تقديم النصح والإرشاد للاجئين، مؤكدةً على أهمية الحصول على المعلومات من المصادر الرسمية والتعاون الوثيق مع المفوضية.

تحديات العمل التطوعي على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها، لم تكن رحلتها سهلة.

وأشارت الحبيشي إلى أن عملها كمندوبة كان تطوعيًا بالكامل، حيث لم تتلق أي دعم مالي للنقل أو الاتصالات. كما واجهت صعوبات في التنسيق بين المفوضية والجهات الحكومية الإثيوبية ومع ذلك، نجحت في تجاوز هذه التحديات بفضل التكاتف الاجتماعي والتعاون بين اللاجئين.

احتياجات اللاجئين اليمنيين يعاني اللاجئون اليمنيون في إثيوبيا من تدني المستوى الاقتصادي، حيث يتلقون مساعدات مالية ضئيلة لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية. كما يواجهون تحديات في الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية. وقد ساهمت الحبيشي في تقديم الدعم الإنساني من خلال رجال الأعمال اليمنيين، وخاصة خلال شهر رمضان.

نظرة مستقبلية تأمل شادية الحبيشي في أن تستمر جهود دعم اللاجئين اليمنيين في إثيوبيا من خلال تكثيف التعاون بين المفوضية والجاليات اليمنية في الدول المانحة، وأن يتحلى اللاجئون بالصبر والوعي حول حقوقهم وآليات الحصول على إعادة التوطين.

دور الجاليات اليمنية والدعم الخارجي

في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهها اللاجئون اليمنيون في إثيوبيا، أشارت شادية الحبيشي إلى دور الجاليات اليمنية في الخارج، وخاصة في الدول المانحة مثل أوروبا، حيث أكدت أن تفعيل دور هذه الجاليات قد يسهم بشكل كبير في تحسين أوضاع اللاجئين.

وقدمت شكرها وتقديرها للجالية اليمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بالأستاذ أديب المنصوري، على دعمه واهتمامه بشؤون اللاجئين.

وأوضحت الحبيشي أن الجاليات اليمنية في بعض الدول المانحة لإعادة التوطين لم تقم بما يكفي للضغط على الحكومات وتحريك ملفات اللاجئين اليمنيين.

وأشارت إلى أن الجنسيات الأخرى التي ترتفع لديها نسبة إعادة التوطين، يعود ذلك إلى جهود جالياتهم في تنظيم حملات مناصرة وتوفير محامين متطوعين لمتابعة ملفاتهم، في حين أن المجتمع اليمني لم يقم بمثل هذه الجهود بالقدر الكافي.

التحديات القانونية والإدارية

أحد أكبر التحديات التي واجهتها الحبيشي في عملها مع اللاجئين هو التعامل مع تغير السياسات الخاصة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومكتب خدمات اللاجئين والعائدين في إثيوبيا. ونتيجةً لذلك، كانت تواجه مشكلات متكررة في التنسيق مع الجهات الحكومية الإثيوبية، مثل دائرة الهجرة، مما أدى في بعض الأحيان إلى تأخير كبير في معالجة طلبات اللاجئين وإيصال الخدمات إليهم.

وأضافت أن البيروقراطية في التعامل مع ملفات اللاجئين وأحيانًا نقص الموارد البشرية داخل المفوضية وشركائها كان يؤدي إلى تأخر الاستجابة للحالات الطارئة، سواء كانت حالات صحية أو قضايا تتعلق بالحماية.

ومع ذلك، تمكنت الحبيشي وزملاؤها من معالجة بعض تلك الحالات عبر التكاتف الاجتماعي وتنظيم حملات دعم عاجلة.

الدعم المالي والمشاريع التنموية

وبالنسبة للمساعدات المالية والاقتصادية، أشارت الحبيشي إلى أن المساعدات المقدمة للاجئين اليمنيين قليلة جدًا، حيث تبلغ حوالي 25 دولارًا للفرد في الشهر، وهي بالكاد تكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الإيجار والمعيشة في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.

ورغم هذه التحديات، فقد ساهمت بعض المشاريع الصغيرة، مثل دعم النساء اللاجئات بفرص عمل محلية كإعداد المعجنات والمنتجات اليدوية، في تحسين الوضع الاقتصادي لبعض الأسر.

كما نظمت المفوضية السامية بالتعاون مع شركائها عدة برامج تدريبية في مجالات مثل الخياطة، الطبخ، النجارة، وصيانة الهواتف المحمولة.

الفشل في بعض المشاريع التنموية

ورغم نجاح بعض المشاريع الصغيرة في تحسين دخل بعض اللاجئين، إلا أن الحبيشي أكدت أن العديد من المشاريع الأخرى فشلت بسبب عدم تكيُّف اللاجئين مع سوق العمل المحلي في إثيوبيا، بالإضافة إلى نقص الخبرة في مجالات الأعمال التي تم دعمهم فيها. وشددت على ضرورة تحسين التدريب وتوفير الدعم المستمر للاجئين حتى يتمكنوا من تلبية احتياجات السوق والإلمام بالقوانين والأنظمة التي تحكم بيئة العمل في البلد المضيف.

التوصيات والنصائح للاجئين

في ختام حديثها، وجهت شادية الحبيشي نصيحة للاجئين اليمنيين بضرورة التوعية المستمرة والبحث عن المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة، سواء كانت من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو من المندوبين المعنيين، لضمان تجنب الوقوع في الأخطاء التي قد تعرقل إعادة توطينهم أو الحصول على الخدمات الضرورية.

وشددت على أهمية التحلي بالصبر والتواصل المستمر مع المندوبين والإطلاع على كل جديد فيما يخص أوضاع اللاجئين وسياسات المفوضية السامية.

كما حثّت على أهمية التكاتف والتعاون بين أبناء الجالية اليمنية في إثيوبيا لمواجهة التحديات التي يمرون بها، مؤكدةً أن التحديات الكبرى يمكن التغلب عليها من خلال التضامن والعمل المشترك.

تعكس تجربة شادية عبدالجبار الحبيشي التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاجئون اليمنيون في إثيوبيا، ولكنها أيضًا تمثل قصة نجاح في العمل الإنساني والإصرار على تحسين أوضاع اللاجئين رغم الصعوبات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى